."[size=21]
إن الثبات هو المفتاح للوصول للتهذيب، كما تقول د. سعاد موسى – أستاذ
مساعد الطب النفسى بجامعة القاهرة. يجب أن يشعر الأطفال أن الآباء يعنون
ما يقولون، فإذا قالت الأم "لا" فيجب أن يعنى ذلك "لا" حتى لو تضايق الطفل
أو بكى. تخيلى أم فى السوبر ماركت مع طفلها الصغير الذى ينفجر فى نوبة من
الغضب لأنه يريد شراء حلوى، ومن أجل إسكات الطفل تشترى له أمه الحلوى التى
يريدها. سوف يتوقف حقاً الطفل عن البكاء ولكنه فى نفس الوقت سيتكون لديه
مفهوماً بأنه رغم سوء تصرفه إلا أنه عندما أصر على موقفه، استسلمت أمه فى
النهاية بل وكافأته أيضاً.
تقول د. سعاد موسى: "كونى حاسمة وابقى هادئة، ولا يعنى الحسم العقاب،"
اشرحى لطفلك بهدوء ما يجب عمله ثم أصرى عليه. إذا طلبت الأم من طفلها مرة
ومرتين أن يغسل أسنانه ولم يفعل، فيجب أن تأخذه بهدوء بنفسها لكى يفعل ذلك.
حتى إذا اضطرت للرد على التليفون أو جرس الباب أثناء ذلك، يجب أن تكمل ما
بدأته لكى يتعلم الطفل أنه لن يتمكن من تفادى غسل أسنانه. عندما يتسم
الأبوان بالثبات، يفهم الطفل ما هو متوقع منه كما يفهم حدوده.
يشعر الأطفال بالأمان فى وجود القواعد والحدود حتى لو تحدوها، لكن لكى
يستطيع الأطفال فهم هذه الحدود والقواعد يجب أن تتسم بالوضوح. على سبيل
المثال، بدلاً من من أن تقولى للطفل فى سن ما قبل المدرسة: "كن مرتباً." من
الأوضح أن تقولى له: "من فضلك ضع لعبك جانباً حتى لا يتعثر فيها أحد." أو
بدلاً من أن تقولى لصبى فى سن المراهقة: "لا تتأخر." سيكون أكثر تأثيراً
إذا قلت له: "احرص على أن تعود قبل الساعة التاسعة."
تضيف د. سعاد موسى: "يجب أن تتوافق القواعد مع تصرفاتنا نحن كآباء،"
وهذا ينطبق على القيم الهامة التى تريدان غرسها فى أطفالكما مثل الصدق
والطيبة، فالأطفال يتعلمون من مشاهدة الكبار، فعلى سبيل المثال إذا شرح أب
لطفله أن الكذب خطأ ثم يرن جرس التليفون فيطلب الأب من الشخص الذى يرد على
التليفون أن يقول للطالب أنه غير موجود، هذا يجعل الأمور تختلط على الطفل.
لكن هناك قواعد يكون على طفلكما اتباعها ولكنها لا تنطبق عليكما، على سبيل
المثال قد يكون موعد نوم طفلكما الساعة الثامنة ولكن موعد نومكما أنتما قد
يكون بعد ذلك. فى هذه الحالة يمكنكما أن تشرحا للطفل أن لكل سن سلوكه
وحدوده.
إن تركيزك على مسألة "عقاب" طفلك لن تجدى فى تعليمه السلوك الجيد، فعندما
يسئ الطفل التصرف من الأفضل أن يتركه الأبوين يتعلم من عاقبة ما فعله. قد
تكون هذه العواقب مباشرة نتيجة تصرف الطفل السئ أو الغير مسئول أو قد تكون
هذه العواقب من قبل الأبوين. إذا قذف الطفل بلعبته على الأرض وانكسرت،
سيكتشف أنه أساء التعامل مع لعبته ولن يستطيع اللعب بها مرة أخرى. إذا لعب
الطفل بالكرة فى البيت بعد تنبيهك له عدة مرات بألا يفعل، يكون نتيجة تصرفه
أنك تأخذين منه الكرة لمدة يوم كامل.
بالرغم أنه من الطبيعى أن يرغب الآباء دائماً فى إنقاذ طفلهما من
عواقب تصرفاته، إلا أنه من الأفضل تركه من حين لآخر يواجه بنفسه عواقب
أفعاله، سيفهم بذلك الطفل سريعاً ماذا يعنى سلوكه السئ أو الغير مسئول،
وسيحرص على تغيير هذا السلوك وعلى عدم تكرار الخطأ مرة أخرى. لكن لا ينطبق
هذا بالطبع على المواقف الخطيرة – فإذا أراد طفلك أن يتسلق المكتبة أو يعبر
الشارع وحده على سبيل المثال، يجب أن تمنعيه فى الحال وإلا قد يؤذى نفسه.
تجنبى الصراخ والصياح وأيضاً الضرب. قد توقف هذه الأساليب السلوك السئ فى
لحظته ولكنها أبداً لا تعلم الطفل التحكم فى النفس وتحمل المسئولية وهما من
الأهداف الأساسية فى تربية الطفل تربية سليمة. تحذر د. سعاد من ضرب الطفل،
وتوضح أن الضرب عند الغضب يعطى للطفل رسالة بأنه لا بأس أن تضرب عندما
تكون غاضباً كما أن الضرب لا يعلم الطفل السلوك الطيب بل يعلمه الخوف
وكيفية تجنب انكشاف أمره.
عندما يسئ الطفل التصرف، يجب أن يتذكر الأبوين توجيه كلامهما على
التصرف السئ وليس نقد الطفل نفسه وتوجيه كلام جارح له. تجنبى قول: "أنت بنت
شقية،" أو "أنت غير مهذب،" ولكن من الأفضل أن تقولى: :" أنا لا أحب ما
فعلت،" أو "أنا لم تعجبنى الطريقة التى تكلمت بها." كما يجب أن يتجنب
الآباء قدر الإمكان الانفجار فى أطفالهم عند الغضب لأن ذلك يقلل من تقدير
الأطفال لأنفسهم مما يؤدى إلى عدم شعورهم بالأمان وقلة ثقتهم بأنفسهم أو قد
يصل إلى حد شعورهم بالعداء.
إذا كنت غاضبة من سلوك طفلك، فقد تحتاجين لأن تهدئى لبعض الوقت قبل أن
تقومى بأى رد فعل. تقول د. سعاد موسى: "طريقة الوقت المستقطع طريقة جيدة
لأنها تخرج كلاً من الأم أو الأب وكذلك الطفل من الموقف لكى يهدئوا." تشرح
د. سعاد بأن خلال الوقت المستقطع يجلس الطفل منفرداً فى مكان هادئ لبضع
دقائق، بعد ذلك يمكنك مناقشته بهدوء فى تصرفه الخطأ. تقول د. سعاد:
"بالنسبة للطفل الأكبر سناً، قد تحتاج الأم أن تبتعد هى عن الموقف ولا
تتكلم معه لبعض الوقت لأنها قد لا تستطيع تحريكه من الموقف لكونه عنيداً."
تنصح د. سعاد بأن تعلمى طفلك السلوك الطيب بطريقة إيجابية فالآباء الذين
يشكون بأن طفلهم يقول "لا" كثيراً، يجب أن يتجنبوا استخدام كلمة "لا" و"لا
تفعل" طوال الوقت معه وبدلاً من ذلك يمكنك قول:"سيكون أفضل أن تفعل هذا،"
أو "سأكون أسعد إذا فعلت هذا."
تقول د. سعاد: "بالنسبة للأطفال فى سن ما قبل المدرسة على وجه الخصوص
لا تكون لكلمة "لا" الفاعلية المطلوبة ومن الأفضل إعطاء بدائل. على سبيل
المثال، إذا كنت لا تريدين طفلك أن يأكل أظافره، يمكنك شغله باستخدام يديه
فى أشياء أخرى كالتلوين أو اللعب بالبازل."
توضح د. سعاد قائلة: "إن تعليم الطفل السلوك الطيب قد يعنى أن نطلب
منه ما يفعل وليس فقط نهيه عما لا يجب أن يفعله." على سبيل المثال، بدلاً
من أن تقولى لطفلك "لا تكوم ملابسك على السرير،" امدحيه لأنه جعل مكتبه
مرتباً واسأليه إذا كان يستطيع أن يجعل سريره مرتباً أيضاً بوضع الملابس
المكومة عليه فى الدولاب. إذا بدأ أحد الأبوين المناقشة بطريقة إيجابية،
فذلك يشجع الطفل أيضاً أن يكون إيجابياً ولا يقول "لا" لكل شئ.
عندما يتصرف الطفل بشكل جيد يجب أن تمدحيه وتكافئيه لأن ذلك سيشجعه على أن
يتصرف بشكل جيد باستمرار. تقول د. سعاد: "هذه هى الفرصة المثالية لكى نوضح
لأطفالنا أننا نحب ونقدر ما يفعلون أو كيف يتصرفون." تضيف د. سعاد: "إذا
كان الآباء سلبيين فى أغلب الأحوال فقد يفكر الطفل "هل أبى وأمى يحباننى؟"
أو "هل لى أى قيمة؟"
إن التعليقات الإيجابية وتعزيز الأبوين للسلوك الطيب لطفلهما يجعل الطفل
يشعر بالأمان والثقة بالنفس، كما يجعله أكثر قدرة على التعامل مع نقد أبويه
أو نقد أى شخص آخر لأنه يشعر أنه إنسان جيد.
فكرى جيداً دائماً قبل أن تتحدثى مع طفلك حتى لا تقولى له شيئاً جارحاً أو
تعطيه وعداً أو توجهى إليه تهديداً لا تستطيعين الالتزام بهما، فقبل أن
تقدمى أى وعد، تأكدى أنك تستطيعين الوفاء به. خاصة مع الطفل فى سن ما قبل
المدرسة يجب أن تلتزمى فى الحال بما تقولينه. توضح د. سعاد بأن مفهوم الطفل
عن الوقت فى هذه السن محدود وينسى سريعاً، فيجب أن تأتى المكافأة بعد
التصرف مباشرةً، وإلا سيأخذ الطفل فكرة بأن أبويه لا ينفذان ما يقولانه.
يجب أن تفكرى أيضاً قبل إخبار طفلك بعاقبة سوء تصرفه لأنك يجب أن
تلتزمى بما تقولين حتى يتلقى الطفل رسالة واضحة بأن أبويه عندما يقولان
شيئاً فإنهما يعنيانه. على سبيل المثال إذا قالت الأم لطفلها بأنه لن يشاهد
أفلام كرتون لعدة أيام، يجب فعلاً ألا تجعله يشاهدها. إذا شعرت الأم بأنها
انفعلت أكثر من اللازم فيما هددت به، فيجب أن تجد أنشطة أخرى للطفل لكى
يقوم بها (تلوين، بازل، ..الخ.) دون الرجوع عن قرارها. لكن يجب ألا تكون
العواقب التى تختارينها مؤذية أو محرجة للطفل أو تتسبب فى شعوره بقلة
الحيلة أو أنه ليس له قيمة، وإذا وجهت لطفلك تهديداً غير معقول، يجب أن
ترجعى عنه وتعتذرى له بأنك قد انفعلت أكثر من اللازم.
من المهم أن تعتذرى لطفلك إذا أخطأت. على سبيل المثال، يجب أن تعتذرى
لطفلك إذا هددتيه دون حق أو إذا صرخت فيه دون سبب يستدعى ذلك، هذه هى
الطريقة الوحيدة لتعليم طفلك التصرف السليم، فإذا كنت تريدين أن يعتذر طفلك
عندما يخطئ، يجب أن تفعلى أنت ذلك وسوف يقلدك هو.
إن الهدف من تربية الطفل هو بناء ضميره وقدرته على حسن التصرف حتى يعرف
السلوك السليم والآمن الذى يسلكه حتى فى عدم وجود والديه. إصرارك على أن
يفعل الطفل ما تقولينه لمجرد أنك تأمرينه بذلك ليس بالأسلوب الصحيح لأنك
إذا لم تشرحى له الأسباب فأنت بذلك لم تعلميه شيئاً ولن يستطيع أن يطبق ما
يعرفه فى المواقف التى تواجهه فى المستقبل.
على سبيل المثال، إذا ضربت ابنتك زميلتها، بدلاً من أن تقولى لها فقط
"لا تضربى زميلتك،" اشرحى لها السبب. تقول د. سعاد: "يجب أن يكون شرح
الأبوين مناسباً لسن الطفل، فمع الطفل ذى العامين يجب أن يستخدم الأبوين
نبرة صوت غير جافة وكلمات بسيطة لكى يوضحا لطفلهما أنه عندما يضرب أحدا
فذلك سيؤلمه ويجعله يبكى. عندما يكبر الطفل - من سن الرابعة إلى السادسة –
وتصبح قدرته على الكلام أكبر يمكن للأبوين أن يتحدثا معه عن مزايا التحكم
فى النفس ويشرحا له بتوسع أكثر." تضيف د. سعاد أنه كلما كبر الطفل كلما كان
أكثر قدرة على فهم الأفكار وخاصة بعد سن 12 سنة يستطيع الأطفال التعامل مع
الأمور الغير ملموسة وقد يسألون أسئلة أكثر عن لماذا الضرب خطأ ويستطيعون
استيعاب ما يقوله الأبوين بشكل أكبر.
تضيف د. سعاد: "يجب أن يضع الأبوين فى الاعتبار أنهما أحيانا قد لا
يستطيعان شرح الأمر لطفلهما فيمكن أن يقولا، "لا أستطيع أن أشرح أكثر من
ذلك الآن وعندما تكبر سأشرح لك أكثر." كما يجب أن يتذكر الآباء أيضا أنهم
رغم شرحهم للموقف هذا لا يعنى أن الطفل سيقتنع. يجب أن يفهم الطفل أنه حتى
ولو لم يستطع فهم القواعد فى الوقت الحالى، إلا أنه لابد وأن يتبعها لأنها
مسئولية الأبوين أن يضعا القواعد اللازمة لأمان طفلهما وتعليمه القيم
السليمة[/size]
إن
تربية الطفل هى كيفية تعليم الأبوين لطفلهما السلوك الجيد والقيم الهامة،
فبوضع قواعد واضحة والثبات عليها مع الكثير من الصبر والحب، يمكننا أن
نساعد أطفالنا على أن يكونوا شباباً مسئولين وعاقلين. عندما ينجح الأبوان
فى تهذيب الطفل، فإن ذلك يعود بالنفع على جميع الأطراف سواء الطفل نفسه أو
الأبوين لأن ذلك يسمح للأبوين ببناء علاقة قوية مع طفلهما فى الوقت الذى
يعلمانه السلوك السليم والتحكم فى النفس. إليك القواعد الأساسية فى التعامل
مع الطفل لتهذيبه وهى تنطبق على جميع الأسر والأطفال فى كل الأعمار:
تربية الطفل هى كيفية تعليم الأبوين لطفلهما السلوك الجيد والقيم الهامة،
فبوضع قواعد واضحة والثبات عليها مع الكثير من الصبر والحب، يمكننا أن
نساعد أطفالنا على أن يكونوا شباباً مسئولين وعاقلين. عندما ينجح الأبوان
فى تهذيب الطفل، فإن ذلك يعود بالنفع على جميع الأطراف سواء الطفل نفسه أو
الأبوين لأن ذلك يسمح للأبوين ببناء علاقة قوية مع طفلهما فى الوقت الذى
يعلمانه السلوك السليم والتحكم فى النفس. إليك القواعد الأساسية فى التعامل
مع الطفل لتهذيبه وهى تنطبق على جميع الأسر والأطفال فى كل الأعمار:
كونى ثابتة وحازمة
إن الثبات هو المفتاح للوصول للتهذيب، كما تقول د. سعاد موسى – أستاذ
مساعد الطب النفسى بجامعة القاهرة. يجب أن يشعر الأطفال أن الآباء يعنون
ما يقولون، فإذا قالت الأم "لا" فيجب أن يعنى ذلك "لا" حتى لو تضايق الطفل
أو بكى. تخيلى أم فى السوبر ماركت مع طفلها الصغير الذى ينفجر فى نوبة من
الغضب لأنه يريد شراء حلوى، ومن أجل إسكات الطفل تشترى له أمه الحلوى التى
يريدها. سوف يتوقف حقاً الطفل عن البكاء ولكنه فى نفس الوقت سيتكون لديه
مفهوماً بأنه رغم سوء تصرفه إلا أنه عندما أصر على موقفه، استسلمت أمه فى
النهاية بل وكافأته أيضاً.
تقول د. سعاد موسى: "كونى حاسمة وابقى هادئة، ولا يعنى الحسم العقاب،"
اشرحى لطفلك بهدوء ما يجب عمله ثم أصرى عليه. إذا طلبت الأم من طفلها مرة
ومرتين أن يغسل أسنانه ولم يفعل، فيجب أن تأخذه بهدوء بنفسها لكى يفعل ذلك.
حتى إذا اضطرت للرد على التليفون أو جرس الباب أثناء ذلك، يجب أن تكمل ما
بدأته لكى يتعلم الطفل أنه لن يتمكن من تفادى غسل أسنانه. عندما يتسم
الأبوان بالثبات، يفهم الطفل ما هو متوقع منه كما يفهم حدوده.
ضعى قواعداً وحدوداً واضحة
يشعر الأطفال بالأمان فى وجود القواعد والحدود حتى لو تحدوها، لكن لكى
يستطيع الأطفال فهم هذه الحدود والقواعد يجب أن تتسم بالوضوح. على سبيل
المثال، بدلاً من من أن تقولى للطفل فى سن ما قبل المدرسة: "كن مرتباً." من
الأوضح أن تقولى له: "من فضلك ضع لعبك جانباً حتى لا يتعثر فيها أحد." أو
بدلاً من أن تقولى لصبى فى سن المراهقة: "لا تتأخر." سيكون أكثر تأثيراً
إذا قلت له: "احرص على أن تعود قبل الساعة التاسعة."
تضيف د. سعاد موسى: "يجب أن تتوافق القواعد مع تصرفاتنا نحن كآباء،"
وهذا ينطبق على القيم الهامة التى تريدان غرسها فى أطفالكما مثل الصدق
والطيبة، فالأطفال يتعلمون من مشاهدة الكبار، فعلى سبيل المثال إذا شرح أب
لطفله أن الكذب خطأ ثم يرن جرس التليفون فيطلب الأب من الشخص الذى يرد على
التليفون أن يقول للطالب أنه غير موجود، هذا يجعل الأمور تختلط على الطفل.
لكن هناك قواعد يكون على طفلكما اتباعها ولكنها لا تنطبق عليكما، على سبيل
المثال قد يكون موعد نوم طفلكما الساعة الثامنة ولكن موعد نومكما أنتما قد
يكون بعد ذلك. فى هذه الحالة يمكنكما أن تشرحا للطفل أن لكل سن سلوكه
وحدوده.
اجعلى طفلك يتعلم من النتائج
إن تركيزك على مسألة "عقاب" طفلك لن تجدى فى تعليمه السلوك الجيد، فعندما
يسئ الطفل التصرف من الأفضل أن يتركه الأبوين يتعلم من عاقبة ما فعله. قد
تكون هذه العواقب مباشرة نتيجة تصرف الطفل السئ أو الغير مسئول أو قد تكون
هذه العواقب من قبل الأبوين. إذا قذف الطفل بلعبته على الأرض وانكسرت،
سيكتشف أنه أساء التعامل مع لعبته ولن يستطيع اللعب بها مرة أخرى. إذا لعب
الطفل بالكرة فى البيت بعد تنبيهك له عدة مرات بألا يفعل، يكون نتيجة تصرفه
أنك تأخذين منه الكرة لمدة يوم كامل.
بالرغم أنه من الطبيعى أن يرغب الآباء دائماً فى إنقاذ طفلهما من
عواقب تصرفاته، إلا أنه من الأفضل تركه من حين لآخر يواجه بنفسه عواقب
أفعاله، سيفهم بذلك الطفل سريعاً ماذا يعنى سلوكه السئ أو الغير مسئول،
وسيحرص على تغيير هذا السلوك وعلى عدم تكرار الخطأ مرة أخرى. لكن لا ينطبق
هذا بالطبع على المواقف الخطيرة – فإذا أراد طفلك أن يتسلق المكتبة أو يعبر
الشارع وحده على سبيل المثال، يجب أن تمنعيه فى الحال وإلا قد يؤذى نفسه.
ابقى هادئة وتحكمى فى أعصابك
تجنبى الصراخ والصياح وأيضاً الضرب. قد توقف هذه الأساليب السلوك السئ فى
لحظته ولكنها أبداً لا تعلم الطفل التحكم فى النفس وتحمل المسئولية وهما من
الأهداف الأساسية فى تربية الطفل تربية سليمة. تحذر د. سعاد من ضرب الطفل،
وتوضح أن الضرب عند الغضب يعطى للطفل رسالة بأنه لا بأس أن تضرب عندما
تكون غاضباً كما أن الضرب لا يعلم الطفل السلوك الطيب بل يعلمه الخوف
وكيفية تجنب انكشاف أمره.
عندما يسئ الطفل التصرف، يجب أن يتذكر الأبوين توجيه كلامهما على
التصرف السئ وليس نقد الطفل نفسه وتوجيه كلام جارح له. تجنبى قول: "أنت بنت
شقية،" أو "أنت غير مهذب،" ولكن من الأفضل أن تقولى: :" أنا لا أحب ما
فعلت،" أو "أنا لم تعجبنى الطريقة التى تكلمت بها." كما يجب أن يتجنب
الآباء قدر الإمكان الانفجار فى أطفالهم عند الغضب لأن ذلك يقلل من تقدير
الأطفال لأنفسهم مما يؤدى إلى عدم شعورهم بالأمان وقلة ثقتهم بأنفسهم أو قد
يصل إلى حد شعورهم بالعداء.
إذا كنت غاضبة من سلوك طفلك، فقد تحتاجين لأن تهدئى لبعض الوقت قبل أن
تقومى بأى رد فعل. تقول د. سعاد موسى: "طريقة الوقت المستقطع طريقة جيدة
لأنها تخرج كلاً من الأم أو الأب وكذلك الطفل من الموقف لكى يهدئوا." تشرح
د. سعاد بأن خلال الوقت المستقطع يجلس الطفل منفرداً فى مكان هادئ لبضع
دقائق، بعد ذلك يمكنك مناقشته بهدوء فى تصرفه الخطأ. تقول د. سعاد:
"بالنسبة للطفل الأكبر سناً، قد تحتاج الأم أن تبتعد هى عن الموقف ولا
تتكلم معه لبعض الوقت لأنها قد لا تستطيع تحريكه من الموقف لكونه عنيداً."
كونى إيجابية
تنصح د. سعاد بأن تعلمى طفلك السلوك الطيب بطريقة إيجابية فالآباء الذين
يشكون بأن طفلهم يقول "لا" كثيراً، يجب أن يتجنبوا استخدام كلمة "لا" و"لا
تفعل" طوال الوقت معه وبدلاً من ذلك يمكنك قول:"سيكون أفضل أن تفعل هذا،"
أو "سأكون أسعد إذا فعلت هذا."
تقول د. سعاد: "بالنسبة للأطفال فى سن ما قبل المدرسة على وجه الخصوص
لا تكون لكلمة "لا" الفاعلية المطلوبة ومن الأفضل إعطاء بدائل. على سبيل
المثال، إذا كنت لا تريدين طفلك أن يأكل أظافره، يمكنك شغله باستخدام يديه
فى أشياء أخرى كالتلوين أو اللعب بالبازل."
توضح د. سعاد قائلة: "إن تعليم الطفل السلوك الطيب قد يعنى أن نطلب
منه ما يفعل وليس فقط نهيه عما لا يجب أن يفعله." على سبيل المثال، بدلاً
من أن تقولى لطفلك "لا تكوم ملابسك على السرير،" امدحيه لأنه جعل مكتبه
مرتباً واسأليه إذا كان يستطيع أن يجعل سريره مرتباً أيضاً بوضع الملابس
المكومة عليه فى الدولاب. إذا بدأ أحد الأبوين المناقشة بطريقة إيجابية،
فذلك يشجع الطفل أيضاً أن يكون إيجابياً ولا يقول "لا" لكل شئ.
امدحى السلوك الجيد
عندما يتصرف الطفل بشكل جيد يجب أن تمدحيه وتكافئيه لأن ذلك سيشجعه على أن
يتصرف بشكل جيد باستمرار. تقول د. سعاد: "هذه هى الفرصة المثالية لكى نوضح
لأطفالنا أننا نحب ونقدر ما يفعلون أو كيف يتصرفون." تضيف د. سعاد: "إذا
كان الآباء سلبيين فى أغلب الأحوال فقد يفكر الطفل "هل أبى وأمى يحباننى؟"
أو "هل لى أى قيمة؟"
إن التعليقات الإيجابية وتعزيز الأبوين للسلوك الطيب لطفلهما يجعل الطفل
يشعر بالأمان والثقة بالنفس، كما يجعله أكثر قدرة على التعامل مع نقد أبويه
أو نقد أى شخص آخر لأنه يشعر أنه إنسان جيد.
فكرى قبل أن تتكلمى
فكرى جيداً دائماً قبل أن تتحدثى مع طفلك حتى لا تقولى له شيئاً جارحاً أو
تعطيه وعداً أو توجهى إليه تهديداً لا تستطيعين الالتزام بهما، فقبل أن
تقدمى أى وعد، تأكدى أنك تستطيعين الوفاء به. خاصة مع الطفل فى سن ما قبل
المدرسة يجب أن تلتزمى فى الحال بما تقولينه. توضح د. سعاد بأن مفهوم الطفل
عن الوقت فى هذه السن محدود وينسى سريعاً، فيجب أن تأتى المكافأة بعد
التصرف مباشرةً، وإلا سيأخذ الطفل فكرة بأن أبويه لا ينفذان ما يقولانه.
يجب أن تفكرى أيضاً قبل إخبار طفلك بعاقبة سوء تصرفه لأنك يجب أن
تلتزمى بما تقولين حتى يتلقى الطفل رسالة واضحة بأن أبويه عندما يقولان
شيئاً فإنهما يعنيانه. على سبيل المثال إذا قالت الأم لطفلها بأنه لن يشاهد
أفلام كرتون لعدة أيام، يجب فعلاً ألا تجعله يشاهدها. إذا شعرت الأم بأنها
انفعلت أكثر من اللازم فيما هددت به، فيجب أن تجد أنشطة أخرى للطفل لكى
يقوم بها (تلوين، بازل، ..الخ.) دون الرجوع عن قرارها. لكن يجب ألا تكون
العواقب التى تختارينها مؤذية أو محرجة للطفل أو تتسبب فى شعوره بقلة
الحيلة أو أنه ليس له قيمة، وإذا وجهت لطفلك تهديداً غير معقول، يجب أن
ترجعى عنه وتعتذرى له بأنك قد انفعلت أكثر من اللازم.
اعتذرى عندما تخطئين
من المهم أن تعتذرى لطفلك إذا أخطأت. على سبيل المثال، يجب أن تعتذرى
لطفلك إذا هددتيه دون حق أو إذا صرخت فيه دون سبب يستدعى ذلك، هذه هى
الطريقة الوحيدة لتعليم طفلك التصرف السليم، فإذا كنت تريدين أن يعتذر طفلك
عندما يخطئ، يجب أن تفعلى أنت ذلك وسوف يقلدك هو.
وضحى السبب
إن الهدف من تربية الطفل هو بناء ضميره وقدرته على حسن التصرف حتى يعرف
السلوك السليم والآمن الذى يسلكه حتى فى عدم وجود والديه. إصرارك على أن
يفعل الطفل ما تقولينه لمجرد أنك تأمرينه بذلك ليس بالأسلوب الصحيح لأنك
إذا لم تشرحى له الأسباب فأنت بذلك لم تعلميه شيئاً ولن يستطيع أن يطبق ما
يعرفه فى المواقف التى تواجهه فى المستقبل.
على سبيل المثال، إذا ضربت ابنتك زميلتها، بدلاً من أن تقولى لها فقط
"لا تضربى زميلتك،" اشرحى لها السبب. تقول د. سعاد: "يجب أن يكون شرح
الأبوين مناسباً لسن الطفل، فمع الطفل ذى العامين يجب أن يستخدم الأبوين
نبرة صوت غير جافة وكلمات بسيطة لكى يوضحا لطفلهما أنه عندما يضرب أحدا
فذلك سيؤلمه ويجعله يبكى. عندما يكبر الطفل - من سن الرابعة إلى السادسة –
وتصبح قدرته على الكلام أكبر يمكن للأبوين أن يتحدثا معه عن مزايا التحكم
فى النفس ويشرحا له بتوسع أكثر." تضيف د. سعاد أنه كلما كبر الطفل كلما كان
أكثر قدرة على فهم الأفكار وخاصة بعد سن 12 سنة يستطيع الأطفال التعامل مع
الأمور الغير ملموسة وقد يسألون أسئلة أكثر عن لماذا الضرب خطأ ويستطيعون
استيعاب ما يقوله الأبوين بشكل أكبر.
تضيف د. سعاد: "يجب أن يضع الأبوين فى الاعتبار أنهما أحيانا قد لا
يستطيعان شرح الأمر لطفلهما فيمكن أن يقولا، "لا أستطيع أن أشرح أكثر من
ذلك الآن وعندما تكبر سأشرح لك أكثر." كما يجب أن يتذكر الآباء أيضا أنهم
رغم شرحهم للموقف هذا لا يعنى أن الطفل سيقتنع. يجب أن يفهم الطفل أنه حتى
ولو لم يستطع فهم القواعد فى الوقت الحالى، إلا أنه لابد وأن يتبعها لأنها
مسئولية الأبوين أن يضعا القواعد اللازمة لأمان طفلهما وتعليمه القيم
السليمة